جامع السليمانية

جامع السليمانية

جامع السليمانية

جامع السليمانية أو جامع سليمان القانوني  من أكبر وأشهر المساجد التركية في العالم الإسلامي، مسجد السليمانية لوحة معمارية غاية في الجمال، حيث يقترب كثيرا في جماليته مسجد ايا صوفيا من ناحية البناء و الهندسة المعمارية ذات اللمسة العثمانية .

في مقال اليوم، سنأخذكم في جولة مجانية إلى هذه التحفة المعمارية المميزة ، ونصف لكم تصاميمه وتفاصيله كأنّكم في زيارة فعلية له ، الهدى ستحملك إلى أبرز معالم اسطنبول وأكثرها زيارة من قبل السياح المحليين والأجانب سنويا . 

محاور المقال 

 

  • أين يقع جامع السليمانية في تركيا ؟ 
  • كيف يمكن الوصول إلى جامع السليمانية ؟ 
  • جامع السليمانية .. قصة تحفة ضاربة في عمق التاريخ 
  • جامع السليمانية .. قبلة السياحة في تركيا والعرب على رأس القائمة

 

جامع السليمانية منارة دينية وتحفة معمارية 

أين يقع جامع السليمانية في تركيا ؟ 

للأجانب الراغبين في السياحة في تركيا والباحثين على أفضل الاماكن السياحية في اسطنبول ، فإنّ جامع السليمانية واحدا منها حيث يقع في قلب مدينة اسطنبول العاصمة الاقتصادية للبلاد وبالضبط في منطقة امينونو الساحلية على تلة من تلال اسطنبول السبعة، ما أعطاه إطلالة رائعة على الخليج ومضيق البوسفور بالقرب من السوق المصري وحديقة جولهاهة الساحرة  .

كيف يمكن الوصول إلى جامع السليمانية ؟ 

ويعتبر التنقل إلى جامع السليمانية من أسهل المعالم الدينية السياحية وصولا إليها بواسطة وسائل النقل العامة ، حيث يمكن للسائح  أو الراغب في زيارة جامع السليمانية  استخدام خط المترو حدجي عثمان – يني كابي والنزول عند موقف فيزنجلار والمشي لمدة عشر دقائق في شارع السليمانية الرائع من أجل بلوع ساحة المسجد وولوج الجامع الذي يتميّز بحرمته ولباسه الخاص ذي الطابع الإسلامي الذي يعتمد أساسا على ستر الرأس وأطراف الجسم.

وبالإمكان أيضا الوصول إلى المسجد باستخدام خط ترامواي باغجلار - كبتاش والتوقف من أجل النزول عند محطة لايللي أو بيازيت والمشي أيضا مدة لا تتجاوز 10 دقائق من أجل الوصول إلى المسجد الذي يعتبر من أفضل الاماكن السياحية في اسطنبول ومن أفضل الأماكن السياحية في تركيا على العموم . 

جامع السليمانية .. قصة تحفة ضاربة في عمق التاريخ

بني جامع السليمانية بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني بين عامي 1551 -1558 تحت اشراف المهندس المعماري الشهير سنان معمار المعروف بتصاميمه الفريدة من نوعها . 

ويضم مسجد السليمانية، قبر السلطان العثماني سليمان القانوني الذي تزين بالألماس الأصلي الموضوع داخل لوح حديدي لكي يبدو كسماء مزينة بالنجوم  بالإضافة إلى قبر زوجة السلطان سليمان القانوني السلطانة روكسلانة وقبر المعماري سنان الذي أعط مخطط بنائه .

يعتبر جامع السليمانية من أشهر التحف والتصاميم الفريدة من نوعها للمعماري سنان الذي استدعى أشهر الحرفيين والمعماريين من كافة أنحاء الدولة العثمانية للتشييد مسجد السلطان سليمان. 

ومن جهته قام السلطان سليمان القانوني بتقديم كل أنواع المساعدات والإمدادت المتاحة ومن ضمنها فتح أبواب خزينته من أجل تشييد هذا الصرح الرائع،  حيث تم بناء المسجد باستخدام الحجر المنحوت المركب والحجر الناري والرملي التي تعد أغلى أنواع الأحجار في زمن بناء جامع السليمانية  .

وقد اعتمد تصميم مسجد السليمانية من ناحية أخرى على زخارف ونقوش بسيطة تم فيها استخدم البلاط االتركي المصقول لتشكيل مظلة تتكون من سبعة ألوان وزخارف على اشكال نباتية من أزهار واشجار مثل أزهار القرنفل والتوليب و البنفسج وأشجار السرو. 

أما ساحة المسجد من الداخل يوجد في أعلاها نقوشات تروي تاريخ المسجد، ساحة المسجد فرشت أرضيتها بألواح المرمر تتوسطها نافورة  للوضوء منحوتة بشكل فني رائع، تحيط بالساحة ممرات جانبية تعلوها 28 قبة ترتكز على عواميد ومرتبطة بأقواس صغيرة .

يمكنك كزائر لجامع السليمانية الدخول إلى قاعة الصلاة من المداخل الجانبية حيث كان أحد تلك المداخل مخصص للسلطان سليمان القانوني. 

 وتقف القبة الرئيسية للمسجد في وسط قاعة الصلاة بارتفاع يصل إلى 53 مترا وعرض حوالي 27 مترا وهي قبة ضخمة ترتكز على أربعة أعمدة . 

و تستطف حول القبة الرئيسية  6 قباب بالإضافة إلى أربعة قباب صغيرة فوق المصلى الرئيس لجامع السليمانية هذه التحفة المعمارية التي يقصدها آلاف السياح سنويا وكلهم إعجاب بالتصاميم المبهرة .

أما ما تعلّق بمحراب الجامع و منبر الخطيب فقد تم صنعهما من المرمر المحفور حيث نقشت زوايا المحراب لتكون محفورة بأوراق ذهبية بالإضافة إلى وجود منبر للواعظ مصنوع من الخشب المحفور في جميع الجوانب  .

كما تم بناء مقصورة خاصة للسلطان العثماني سليمان القانوني على أعمدة من الرخام تحيط بها قباب من المرمر منقوشة بزخارف جميلة،  وخصص مقعد من المرمر للمؤذن في الجامع . 

 يحتوي الجامع على اربع مآذن ترتفع في اركان ساحته الداخلية وهي ترمز الى السلطان سليمان القانوني على انه رابع سلطان تولى الحكم بعد فتح اسطنبول، المئذنتان التين من طرف قاعة الصلاة لكل واحدة منهما ثلاث شرفات بينما المئذنتان الاخريان شرفتان ليصبح عددها عشر شرفات و هي ترمز الى ترتيب السلطان سليمان في سلسلة السلاطين العثمانين .

تم تزويد جامع السليمانية في اسطنبول بنظام تهوية غاية في الدقة من ابتكار معمار سنان حيث جهز بعديد المنافذ الخاصة التي تفتح للداخل والخارج  في وقت واحد من أجل تنقية الهواء بالإضافة إلى فتحات صغيرة وثقوب تحت القبة الرئيسية في اتجاهات مختلفة حيث يتشكل تيار يجذب الدخان الاسود المتصاعد من المصابيح الزيتية التي تنير الجامع ، ليتجمع الدخان الأسود في نقطة واحدة وهي الغرفة الواقعة فوق بوابة الجامع. 

و كان يستخدم هذا الدخان قديما في صناعة الحبر للخطاطين أيام الدولة العثمانية مسهما في مخطوطات رائعة من نوعها لا يزال الكثير منها شاهدا على تلك الحقة الهامة إلى غاية الوقت الراهن . 

ومثل باقي المساجد العثمانية المتواجدة على التراب التركي يحتوي جامع السليمانية على مجمعات عمرانية تعد الأكبر بعد مسجد الفاتح . 

و يتكون في هذا الصدد المسجد من مقبرة وأربع مدارس،  مستشفى،  فندق،  حمامات،  مدرسة قرآنية ودكاكين 

بالإضافة إلى احتواء المسجد وبالضبط داخل المجمع مساحات خضراء واسعة تزيد من جماله خاصة أنّ الجامع يجاور جامعة اسطنبول الشهيرة . 

جامع السليمانية .. قبلة السياحة في تركيا والعرب على رأس القائمة 

لم تتوقف أهمية جامع السليمانية على عصر بنائه و الحرص الذي أولاه له السلطان سليمان القانوني آنذاك،  بل هو تحفة معمارية فريدة من نوعها في يومنا المعاصر ليكون بذلك الرقم واحد في كل زمان، بل بلغ تصميم المعماري سنان عصورا طويلة لا يزال أثرها يشكل أسرارا هندسية محل بحث لم يكتشفها المعماريون بعد . 

ويتوافد مئات الآلاف من السياح الأجانب والعرب سنويا على جامع السليمانية خاصة لأداء صلاة الجمعة، في حين أنّ وقت الذروة لإقبال الأجانب على السياحة في تركيا فيكون في فضل الصيف حيث يزداد عدد الزائرين أكثر فأكثر، حيث يجدون مرشدين سياحيين متخصصين في تاريخ الجامع قادرين على الإجابة على كل الأسئلة و يتحدثون مختلف اللغات على رأسها العربية ، الانجليزية والروسية وغيرها  . 

ويشهد جامع السليمانية أياما مميزة في شهر الصيام ، حيث يتوافد الناس في رمضان للإفطار في باحات وحدائق جامع السليمانية في إطار عادات وتقاليد تركية سائدة منذ القدم بخصوص الافطار الجماعي حيث يفترشون الباحات ليفطروا طعاما أعدوه بالبيت وأحضروه ليتقاسموه مع بقية المسلمين خاصة الفقراء و عابري السبيل  ثم يقوموا لاحقا بأداء صلاة التراويح سوية .   

وينتهز هؤلاء فرصة الإفطار لالتقاط الكثير من الصور التذكارية مع المناظر الجميلة ليشاركوها عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي في أجواء من البهجة والسعادة والتلاحم والتراحم . 

ولا يتوقف دور الجامع على الصلاة فقط فهو يشهد أيضا فعاليات عديدة من احتضان برامج تلفزيونية، وتلاوات قرآنية، وإنشاد ديني.

 

وتنتشر على أطراف جامع السليمانية عديد المطاعم  التقليدية لتحضير الفاصولياء التي تستهوي  العديد من السائحين نظرا لطعمها المميز ، بالإضافة إلى وجود عديد المحلات التجارية والأسواق الشعبية القديمة ذات الطابع العثماني البحث الذي يمثل وجها من أوجه السياحة في تركيا .