هكذا ستغير قناة اسطنبول خارطة الاستثمار العقاري في تركيا

هكذا ستغير قناة اسطنبول خارطة الاستثمار العقاري في تركيا

Istanbul Canal

يقول وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي مراد كوروم : "على أطراف قناة اسطنبول ستكون مدينة استثنائية، مدينة ضخمة ومختلفة تسع قرابة 500 ألف نسمة"

في هذه الجملة يلخص كوروم نظرة تركيا الاقتصادية المقبلة وكيف تخطط وتعول  الحكومة كثيرا على قناة اسطنبول أو مشروع العصر كما يطلق عليه الأتراك على اعتباره واحدا من المشاريع العملاقة إلى جانب مطار اسطنبول الثالث والذي تهدف من خلالهما أنقرة إلى زيادة إجمالي ناتج البلاد المحلي إلى تريليوني دولار بحلول الذكرى المئة لإعلان الجمهورية في عام 2023 ، بالاضافة إلى إحداث ثورة في القطاع العقاري بإنجاز مشاريع سكنية ضخمة جاذبة للمستثمرين الأتراك والأجانب بقوة خلال العشر سنوات المقبلة.

فما هي قناة اسطنبول، وكيف ستحقق أهداف الحكومة التركية خلال المرحلة المقبلة ؟

 

قناة اسطنبول بلغة الأرقام

 يعتبر مشروع قناة اسطنبول المائية الذي يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة وبالتالي بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، يعتبر من أهم مشاريع البنى التحتية التي ستخفف الضغط الكبير عن مضيق البوسفور الشهير.

وتم وضع حجر أساس مشروع قناة اسطنبول سنة 2013 على أن تنتهي الأشغال به ويتم تسليمه كاملا سنة 2023 بتكلفة مالية مقدارها 15 مليار دولار أمريكي .

ويبلغ عرض القناة 150 متراً " 490 قدم" على السطح و120 متر " 390 قدم" في القاع، في حين يصل عمق قناة اسطنبول إلى 25 متراً حيث ستشقّ طريقها من بحيرة كوتشوك تشكمجة وسد سازلي ديري إلى شرق بحيرة تيركوس وصولاً إلى البحرالأسود.

وسيسمح الممر المائي الجديد  لقناة اسطنبول بطول 45-50 كم (28-31 ميل) وبالأبعاد المذكورة سابقا، سيسمح لأكبر السفن والغواصات بالمرور، وهو ما سيسهم في تقليل حركة الملاحة في مضيق البوسفور والحد من أخطار التلوث التي تهدد الثروة البحرية والبيئة المحيطة بسبب مرور ناقلات النفط عبر مضيق البوسفور بحجم سنوي يقدر بـ 56 ألف سفينة بينها 10 آلاف ناقلة تحمل 145 مليون طن من براميل النفط الخام .

ومع تزايد الضغط الدولي الذي أدى إلى رفع الحمولة البحرية وتوسيع حركة المرور البحرية من خلال المضائق التركية تعد قناة اسطنبول الحل الأمثل والآمن لملاحة تركيا البحرية حيث سيمر عبرها 137 سفينة شحن و27 ناقلة، على متنهما حمولات تجارية بوزن 150 مليون طن .

واعتمد المهندسون في بناء قناة اسطنبول على تصميم مخطط بتقنيات فريدة يقيها من التعرض للآثار السلبية جراء احتمال وقوع المد البحري الزلزالي " تسونامي" حيث أخذوا بعين الاعتبار إحصائيات هبوب الرياح خلال 25 سنة القادمة بالاضافة إلى دراسة العواصف والموجات العميقة في البحر الأسود وبحر مرمرة والموجات الناجمة عن مرور السفن في الممر المائي .

وستقوم أيضا مديرية الطرق البرية بإنشاء مناطق للاستجمام وبناء 6 جسور ومرفأ لتجنب الحالات الطارئة، كما سيتم استخدام أتربة حفريات القناة المائية والمقدرة بـ 2.7 مليار متر مكعب لتشييد 3 جزر اصطناعية في بحر مرمرة بغرض ملء الحفر في مناجم الفحم .

 

 

قناة اسطنبول وثورة العمران

 

بمجرد طرح فكرة قناة اسطنبول المائية بدأت اجتماعات طاولات شركات الإنشاء في تركيا تنصب حول إيجاد وعاء عقاري في أفضل أطراف القناة للاستثمار وتشييد المشاريع السكنية الضخمة قبل الجميع في منافسة محمومة بين مختلف الشركات المقاولاتية في تركيا.

وبما أنّ كنال اسطنبول كما يسميها الأتراك ستشطر الجانب الأوروبي لاسطنبول بما يؤدي إلى تشكيل جزيرة أطرافها، شواطئ البحر الأسود وبحر مرمرة ومضيق اسطنبول فإنّ العقارات ستعرف آليا ارتفاعا قياسيا في المناطق المحاذية لها .

وانطلاقا مما سبق ذكره تجري الاستعدادات على قدم وساق من أجل تشييد مدينة جديدة على أطراف القناة بمساحة 543 مليون متراً مربعاً، منها 30 مليون متراً مربعاً للقناة، بالاضافة إلى ما يقارب 146 مليون مترا تم تخصيصها للمساحات الخضراء منها الموجهة لإطلالات المجمعات السكنية الحديثة أمّا الأخرى فقد تم تركها كمساحات مستقلة.

ويعتبر المستثمرون الأتراك والأجانب قناة اسطنبول وما جاورها من مدن، ضمن أكثر الفرص المواتية والواعدة في السوق العقارية بالشق الأوروبي لاسطنبول.

وتعرف المناطق المجاورة لمشروع قناة اسطنبول تناميا كبيرا للمشاريع العقارية سكنية كانت أو تجارية، إلى جانب المرافق الصحية، التعليمية، الترفيهية والرياضية .

وزادت أسعار بيع العقارات وتأجيرها بنسب متفاوتة في عديد المدن المحاذية على غرار باسين إكسبريس، كايا باشي، كوتشوك تشكمجة، أفجلار، أرناؤوط كوي وباشاك شهير .