رغم وباء كورونا: السياحة مستمرّة في تركيا ! | Al Huda Real Estate

رغم وباء كورونا.. السياحة مستمرّة في تركيا !

COVID 19 Tourism in Turkey

أوّل ما تتساءلون عنه بمجرّد قراءة هذا المقال، هو كيف يمكن لتركيا أن تبقي على السياحة في زمن علّقت فيه الرحلات وجمّد السفر والطيران بسبب باء كورونا الذي انتقل أصلا بين بقاع العالم جرّاء الاختلاط وعدم أخذ تدابير التباعد الاجتماعي !

إيجاد إجابة لهذا التساؤل قد تبدو للبعض مستحيلة، فكل المؤشرات تؤكّد أنّ الناس ركنوا إلى بيوتهم، وتوقفت حركة السياحة والطيران عبر جميع دول العالم انصياعا للزحف الخطير الناجم عن تفشي كوفيد ـ 19 القاتل.

نعم، انصاع العالم للتدابير الوقائية، لكنّ التفكير بقي متمرّدا يبحث عن البديل لإحدى أهّم القطاعات المهّمة في حياة الانسان " السفر والسياحة"، فمثلا تركيا التي كانت تجني مليارات الدولارات من القطاع ويأتيها سنويا ملايين السياح فكّرت في البديل من خلال المسارعة إلى إطلاق عديد التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تتيح لسائح الأمس أو السائح الذي كان ينوي زيارتها وتوقّف مشروعه بسبب الفيروس المستجد، تتيح له زيارتها افتراضيا والتجوّل داخل معالمها وآثارها كأنّه فعلا فيها.

كما حافظت تركيا على سياحها من خلال تقديم العروض الموسيقية وأفلام المهرجانات عبر مختلف دعائم شبكة الأنترنيت .

وفيما يلي نقدّم لكم أهمّ جهود تركيا للمحافظة على القطاع السياحي في زمن كورونا:

· تنظيم جولات افتراضية في متاحف تركيا حيث قامت وزارة الثقافة والسياحة التركية مع بداية تفشي وباء كورونا أواخر مارس آذار بإطلاق موقع سانال موزي Sanal Muze الذي يتيح لزائره القيام بجولة افتراضية لأهم وأجمل مواقع ومعالم التراث الثقافي التركي واستغلال فترة التباعد الاجتماعي لإجراء تجربة جولة ثلاثية الأبعاد لأبرز المواقع السياحية المشهورة والمتاحف الاثنوغرافية ، وهنا تّمكن عشاق تركيا من التجول عن بعد في موقع غوبكلي تبه في شانلي أورفا  وأيضا متحف جناق قلعة المعروف بملحمته التاريخية وأعرق متحفين في كل من غازي عنتاب و إزمير  .

· حرص وزارة الثقافة والسياحة التركية على تحيين ثروة المعلومات في موقعها الإلكتروني  www.ktb.gov.tr باللغتين التركية والإنجليزية للتعريف بثقافة تركيا وتقاليدها وأعرافها، ناهيك عن الجولات الافتراضية لمعالم تاريخية على غرار دير سوميلا وقصر توب كابي ودولمة بهجه ومسجد السلطان أحمد .

· تنظيم جولة سياحية ومعلوماتية من خلال موقع إلكتروني متخصص وجامع live Turkey يقدم لزواره خدمة البث المباشر ومجموعة من مقاطع فيديو تعرف بثقافة تركيا ومعالمها وفنها ورياضاتها وأطباقها الشهية ومأكولاتها الحديثة .

· تمكين الجمهور السينمائي من مشاهدة ثلة مختارة من أفلام الدورة الماضية من مهرجان اسطنبول السينمائي حيث أتيح لمستعملي الشبكة العنكبوتية إعادة مشاهدة مجانية لـ  12 فيلما مشهورا تم عرضهم في المهرجان العام الماضي استثناءً عبر منصة MUBI  نظرا لتأجيل المهرجان الذي كان مقررا هذا العام خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 21 نيسان / أبريل مراعاة لظروف الحجر الصحي والتدابير الوقائية للحد من تفشي الفيروس المستجد كوفيد ـ 19 .

· تمكين الجمهور من مشاهدة مهرجان الأفلام الحية المستدامة أو أفلام المعيشة المستدامة عبر قناة تلفزيونية تبث عبر الأنترنيت تابعة لإدارة المهرجان تعرض عشرات الأفلام التركية والأجنبية المترجمة بلغات مختلفة بغاية الحفاظ على تقليد المهرجان الذي يقام سنويا لمدة تفوق العقد من الزمن خاصة أنّه يعرض أفلام بمواضيع هادفة على غرار التغيرات المناخية ومستقبل السياحة والتحول الحضري والحفاظ على الطبيعة والتقليل من النفايات .

· بغية تمكين جهور الأطفال من التأقلم مع ظروف الحجر المنزلي باشرت مؤسسة السينما التركية والمؤسسة الثقافية السمعية البصرية في تنظيم مهرجان سنوي عبر الانترنيت موجه لفئة الأطفال انطلاقا من اليوم الوطني التركي للطفولة حيث يتم عرض مجموعة من الأفلام عبر قناة أنشأت خصيصا لهم عبر منصة يوتيوب .

· تنظيم حفلات موسيقية حية ومباشرة تمكن عشاق الأغاني التركية حول العالم من الاستماع لفنانيهم المفضلين من على أريكة المنزل في بث مباشر يعرضه الفنان بدوره من بيته.

كانت هذه بعض المحاور من الاستراتيجية التي تبنّتها تركيا من أجل الحفاظ على قطاع السياحة فيها وعدم قطع الوصل مع سياح ظلوا متمسكين بزيارتها سنويا إلاّ أنّ ظروف الوباء العالمي أجبرتهم على التوقف مؤقتا والاكتفاء بتجوّل افتراضي لأهمّ معالمها وآثارها وعاداتها وتقاليدها.

وتضاف استراتيجية تركيا السياحية إلى عديد الخطط الاقتصادية لتجنب الآثار السلبية لفيروس كورونا حيث قامت مثلا في قطاع العقارات بتحويل جميع معاملات شراء شقق في تركيا أو شراء عقار في اسطنبول إلى خدمة البيع والشراء أونلاين وهو ما أتى أكله فعلا، حيث قامت الشركات العقارية بتحقيق مبيعات عبر الأنترنيت بلغت 100 مليون ليرة تركية خلال شهر مارس / آذار المنصرم .